Friday, May 30, 2008

ذكريات السودان

بعد أن تمّ تحصيننا ضدّ ما قيل إنه ينتشر في السودان من أوبئة وأمراض معدية بدأت الرحلة في تمام الواحدة والثلث من صباح الخامس عشر من مارس الماضي من مطار القاهرة، على وعد بأننا في طريقنا إلى مطار الخرطوم ومنه إلى أحد الفنادق الكبرى في الخرطوم، ووصلت الطائرة في الرابعة إلاّ الربع صباحًا، وفي الرابعة والنصف كنا في طريقنا إلى مكان الإقامة... فإذا بنا نصل إلى أرض واسعة أمامها لافتة ضخمة مكتوب عليها "مجمَّع المعسكَرات، وإذا بالغرف التي نقيم فيها تحتوي كل منها على عشرة أسرّة ونحو عشرة ملايين ناموسة وبعوضة وما لذّ وطاب من الحشرات، وليس بها مكان نضع به ملابسنا التي كانت تكتظّ بها الحقائب، ولا جهاز تكييف ولا حتى مروحة نقاوم بها درجة الحرارة غير العاديّة، ولا حتى قفل على باب الغرفة...
وهنا ثارت براكين في داخل جميع شباب الرحلة، وذُكر ما كان قاله أحد المشرفين بأن الإقامة في فنادق كبيرة، واختلفت ردود الأفعال، فالبعض استسلم للأمر الواقع (وهم كثيرون ومعظمهم من فريق الكورال)، والبعض بدأ صوته يعلو بالتهديدات بتبليغ السفارة في الخرطوم ووزارة الشباب في مصر (وهم فريق الفنون الشعبية)، وفرد واحد فقط حمل حقيبته وانطلق خارجًا من المعسكر على أساس أنه عائد إلى مصر (ولم يكُن معه جواز سفره ولا تذكرة السفر)، والبعض ظلّ صامتًا يترقّب ما يحدث (وهم الشعراء، ولم يتّبعهم في ذلك الغاوون).
اتضح بعد ذلك أن الإخوة الأفاضل مشرفي الوفد المصري حصل كل منهم على غرفة فيها نحو أربعة أسرّة مع ثلاّجة وجهاز تلفزيون وجهاز تكييف وخزانة للملابس ومروحة، وغرف الفتيات بنفس الإمكانيات ولكن يقيم في كل غرفة أربع فتيات... وهنا انطلق ثلاثة أشخاص لمقابلة رئيس الوفد المصري وعرض مطالب الشباب عليه، وكان الثلاثة هم زميل قبطيّ يُدعى "أيمن جورج" (وكان عالي الصوت مندفع الحديث ثائر التعبيرات) وزميل مسلم من المنصورة اسمه "إبراهيم حندولة"، وزميل آخر من المنصورة اسمه محمود عبد الرازق جمعة (يعني انا من الآخر).
كنّا حتى هذه اللحظة قد مضى علينا يومان بلا نوم، منهما نصف يوم في الخرطوم، فعرضنا على رئيس الوفد المصري أن يطلب فتح الغرف المغلَقة في المعسكر، وأن يكون كل أربعة من المشرفين في غرفة لا كل واحد أو اثنين، ونحن على استعداد لأن يكون كل ثمانية شباب في غرفة من الغرف المجهَّزة (كان عدد الشباب ثمانية وثلاثين شابًّا).
وهنا تقدَّم رئيس الوفد المصري باقتراح فيه من الطيبة وصفاء النفس ما تقشعرّ له الأبدان، قال: خلاص، احنا نسكّن القيادات الشبابية اللي هما انتو التلاته في أوضة مجهَّزة، وزمايلكو يفضلوا زي ما هما...
وهنا قلت له بكل هدوء: يعني هما يبعتوني أتكلم معاكم، أقوم انا ابعتهم واتكلم لمصلحتي؟ ولاّ حضرتك عايزنا نعمل زيك وما دمت مرتاح يبقى مافيش مشاكل؟
فثار وقال كلامًا لا يُقال فقلت: عمومًا احنا قدام الغرف، ومش هنشارك في أي فاعليات غير لما تتصرّفوا.
وخرجنا، وتناولنا الإفطار، ثم اعتصمنا أمام الغرف، ولم يمضِ وقت طويل حتى جاء فوج من الإشراف السوداني يطلبون منّا حضور حفل افتتاح اللقاء، فرفضنا (وكنا في ذلك الوقت عشرة شعراء مع اثنين من الفنون التشكيلية)، فرفضنا وقلنا إننا لن نشارك في الفعاليات إلاّ بعد حلّ مشكلة الإقامة، وقلنا لهم إن مشكلتنا مع مشرفينا الذين وعدونا وأخلفوا، وأراحوا أنفسهم ولم يهتمّوا بنا، فجاءنا مشرفونا وأقسموا أن الغرف سيتمّ إعدادُها في أثناء حفل الافتتاح، فحضرنا حفل الافتتاح الذي دام ساعة ونصفًا، وبعده وجدنا الوضع على ما هو عليه!
وقفنا نفس وقفتنا السابقة ورفضنا المشاركة في أي فعاليات، وبعد ساعة لم يلتفت فيها مشرفونا إلينا وجدنا رئيس الوفد بنفسه يأتينا ليقول إن جامعة النيلَين السودانية أقامت حفلًا مخصوصًا لنا ويجب أن نشارك ببعض قصائد الشعر فيه، وقال إن الوفد كله معتمد على الشعراء في مثل هذا الحفل، وأقسم بأغلظ الأيمان أن المشكلة ستنتهي ونحن في الحفل... وأمام ضغط مشرفينا ورقّة حال مشرفي السودان وافقنا على أساس أننا سنعود لنجد لأنفسنا أماكن تصلح للآدميين للإقامة.
وفي حفل جامعة النيلين كان الاستقبال عظيمًا والاستعداد رائعًا والمحبّة والمودّة تنطق في كل حرف ينطق به السودانيون وكل حركة تبدر عنهم، كما قام اثنان منا بإلقاء قصيدتين نالتا إعجاب الجميع بحمد الله... وكان الحفل منقولًا على الهواء مباشرةً، وقبل فقرة فنّية شعبيّة سودانية لموسيقى "البالبوا" جاءت المذيعة لتسألني: انت مستعدّ لمشاهدة الفقرة السابقة؟
قلت: لا.
قالت: ليه؟
قلت: أصلي عايز انام علشان بقى لي 3 أيام صاحي.
قالت: أتحداك لو قدرت تنام أمام جمال فنّ "البالبوا".
قلت: تتحدي أو ماتتحديش، أنا هاكون نايم ومش هاقدر افرح فيكي لما تخسري.
وبدأت الفقرة الفنّية، وكنت في شبه الغيبوبة...
* * *
عدنا إلى المعسكَر، وكان رئيس الوفد المصري النشط يغطّ في نوم عميق، وكان الحال على ما كان عليه (وكأنك يا ابو زيد ما غزيت)... وهنا اتفقت الإرادات على عدم المشاركة فعليًا، لا في الفعاليات، ولا في الطعام، ولا في الحديث... إلاّ بعد حل المشكلة... كنّا خمسة عشر شابًّا فقط من ثمانية وثلاثين شابًّا قد قرّرنا وقوف هذا الموقف، فبقينا ثلاث ساعات رافضين لكل أوجه الحركة... ولا داعي لشرح تفصيلات ما حدث ووصف موقف رئيس الوفد، ذلك الرجل العبقري الصامد الذي كاد يبكي حين رفضنا تناول الغداء ووصفنا كل ما فعله معنا من بداية الرحلة للمسؤولين السودانيين.
وبحمد الله، تمّ تجهيز مكان خاصّ لهؤلاء الأفراد الخمسة عشر، وكان مكانًا أفضل بكثير من كل مكان في المعسكَر، وأجمل ما فيه أنه كان مجهَّزًا بغسّالتين أوتوماتيكيتين (انتو عارفين بقى خيبة الشباب في ا لغسيل).
كل هذا تمّ في أو عشر ساعات وصلنا فيها إلى السودان! هذه الحقيقة حين شعرتُ بها هناك كدتُ أُصاب بالذهول! فقد شعرتُ كأننا هناك منذ أيام، ولكنها الحقيقة، ففي عصر ذلك اليوم اكتشفت أننا هناك منذ عشر ساعات فقط ومرّت بنا كل هذه الأحداث! سبحان الله!
الأعجب من هذا أن بقية الرحلة (وقدرها عشرة أيام) مرّت بنا في وقت كان أقصر بكثير مما مرّت فيه الساعات العشر الأولى!
كانت الرحلة مقسَّمة إلى أربعة أماكن للزيارة، فالسودان تتكون من خمس وعشرين ولاية، وولاياتها متباعدة الأماكن، ولهذا تمّ تقسيم الرحلة بحيث نزور أربعًا من الولايات، فكنّا في اليومين الأوّلين في الخرطوم، وفي اليومين التاليين في ولاية القضارف، وهي من الولايات الفقيرة جدًا هناك والتي تعتمد على الزراعة الموسمية، وكانت إقامتنا هناك في فندق أقلّ ما يُقال عنه أنه عُشّة على ثلاثة أدوار، وكانت الوجبات الثلاث المقدَّمة هناك لا تكفيني للإفطار فقط... ولكن حين يقدّمها لك رجل فقير على وجهه ابتسامة امتنان تُظهِر كرمه وحبّه لك فأنت تشعر تلقائيًا بأنك تأكل ألذّ ما أكلته في حياتك!
وفي اليومين التاليين زرنا ولاية الجزيرة، وهي من أغنى الولايات هناك وأجملها، وفيها تشمّ رائحة الورد البلديّ والياسمين أينما كنت لأنها جميعها مزروعة بالورود والفواكه، وترى أشجار الفواكه في كل مكان، وفيها نهر عطبرة الذي كان من حظّنا أن زرناها وهو جافّ لأنه يجفّ تمامًا لمدة ثلاثة أشهر كل عام، وبالطبع يكون شكله رائعًا بكلّ تفصيلات قاعه وضفّتَيه...
بعد ولاية الجزيرة اتجهنا إلى ولاية سِنّار المشهورة بصناعة السكّر، وفيها مصنع من أكبر مصانع السكّر في الشرق الأوسط، وكانت هناك مشكلة كبيرة بسبب الإقامة، فقد استغرقَنا الطريق نحو ثلاث ساعات حتى وصلنا، وعند وصولنا بدأ برنامج الزيارة مباشرة، علمًا بأنّنا لم ننَم قبلها سوى ساعتين نظرًا لتكدّس البرنامج، فبدأنا بزيارة أحد الأضرحة الشهيرة هناك، وقد بلغ من شهرته أنني لا أتذكر اسم صاحبهJ، واتجهنا بعد ذلك لزيارة سدّ سنّار الذي يمثّل صورة مصغَّرة لسدّ أسوان، وفيه محطّة غير عاديّة لتوليد الكهرباء، ويُمنع هناك التقاط الصور، ونظرًا إلى التزام الشباب المصري بالاتفاقات الدولية والقانون فقد التقطتُ نحو عشر صور فقط لهذا السد ومثلها لمحطّة توليد الكهرباء.
بعد ذلك زرنا مصنع السكّر، وهناك قيل لنا إن فرقة الفنون الشعبية ستقوم بعرض قبل ذهابنا إلى مسكننا، وكنا في ذلك الوقت في الساعة الرابعة عصرًا، ولم ننَم ولم نشعر بالراحة، ولكن الفندق الذي سنقيم فيه على بعد ساعتين، والعرض بعد ثلاث ساعات، أي أن ذهابنا وإيابنا سيضيع وقت العرض... وهنا تقدّم فريق الشعراء بحلّ لطيف جدًا، وهو أن تعتذر فرقة الفنون الشعبية عن تقديم عروضها في سنّار!
فثارت الثائرات، وارتفعت الأصوات، وتشاجر المشرفون المصريون المحترَمون بين مؤيّد ومعارض... وهنا تقدّم مدير المصنع باقتراح جميل، وهو أن يستريح أفراد البعثة المصرية في استراحة المصنع، وهي مكان فيه عدد كبير من المقاعد الجلديّة المريحة للجالس... ولكننا نريد النوم والراحة، ولكننا أيضًا لا نريد أن يحزن الإخوة السودانيون، فرضينا بما اقترحوا، ونام معظمنا، ولم ينَم الشعراء، فقد كانت هناك قناتان تليفزيونيتان تريدان التسجيل معنا، فسجّلنا نحو أربع حلقات طويلة في ذلك المساء، كما لم يفُتني أن أقوم بالتقاط بعض الصور لأعضاء الوفد الكِرام وهم مُلقَون على الأرض وعلى المقاعد في أوضاع مختلفة نائمين غائبين عن الوعي تمامًا بسبب الإرهاق الشديد وقلة النوم.
وفي المساء تمّ العرض، ثم اتجهنا إلى مكان الإقامة، وكان عبارة عن فندقين قريبين أحدهما من الآخر، وكانت سعة الفندق الأول أربعين فردًا، فسكن به كل فريق الكورال والفنون التشكيلية مع تسعة من الشعراء، فسكن الشاعر العاشر (واسمه محمود عبد الرازق) مع فريق الفنون الشعبية والإشراف في الفندق الآخَر، وهناك سمع من فضائح الوفد ما لم يكُن يتخيّله، وظلّ صامتًا حتى هذه اللحظة عن ذكرها...
وفي الصباح اتجهنا بالحافلات (الأتوبيسات يعني) إلى مكان في سنّار فيه أشجار الموز والمانجو في كل مكان، وكلها طارح طيّب، وبالطبع انطلق معظم الوفد المصري ليجمع من فوق الشجر ومن تحته ليحمله معه إلى أرض الوطن سالمًا غانمًا، ولم يفُتني التقاط بعض الصور للمشرفين وهم يتخطّفون الفاكهة من الأيدي، وصورًا أخرى وهم يأكلون بطريقة تجلّ عن الوصف! لا تظنّوني أبالغ أو أستهزئ، فالصور عندي تصف ما لا يوصَف.
بعد ذلك ركبنا الحافلات (يعني الأتوبيسات، فاكرين؟) واتجهنا مرة أخرى إلى الخرطوم لنقضي فيها آخر ثلاثة أيام في الرحلة في نفس الأماكن التي حاربنا لأجلها في أول عشر ساعات في الرحلة.
وحتى تبدو الصورة واضحة تمامًا أقول إننا في كل مكان كنا نذهب إليه نقدّم عروضًا للفنّ الشعبي المصري، ويقدّم السودانيون عروضًا للفنّ الشعبي السوداني. نقدّم عروضًا موسيقية غنائية مصرية، ويقدّم السودانيون عروضًا موسيقية غنائية سودانية. نقدّم فقرات شعرية مصرية، ويقدّم السودانيون فقرات شعرية سودانية... وفي بداية الرحلة تمّ عمل معرض فنّي تشكيلي لأفراد فريق الفنّ التشكيلي المصري.
وفي كل مكان نذهب إليه كان الوالي يأتي للقائنا والترحيب بنا، والوالي هناك أشدّ سلطة من المحافظ في مصر لأن له سلطات رئيس الجمهورية في ولايته، وهو النظام المتبَع في ولايات أمريكا مثلًا. ولكنه كان يأتي ليرحّب بنا، وإذا رقص بعض أفراد الوفد على إحدى الأغنيات فكان الوالي يصعد معهم إلى المسرح ليراقصهم (ورقص عن رقص يفرق، فاهميني طبعًا).
وفي كل تحرّكاتنا كانت تسبقنا تشريفة سودانية، وهي سيّارة بيضاء من طراز لا أعرفه (أصلي ماليش في أنواع العربيات)، وعن يمينها درّاجة بخارية، وعن يسارها درّاجة بخارية أخرى، فيُفسَح الطريق أمامنا حيثُ كنّا.
وكنّا إن رآنا سودانيّ وشعر أننا مصريون ينادينا قائلًا: كيفك يا ابن النيل؟
وفي اليوم الأخير جاء السفير المصريّ للقائنا هناك، وسعد جدًا بالتمثيل المشرّف الذي قمنا به هناك (أصله ما عرفش حاجة عن اللي حصل في أول عشر ساعات).

وقد مرّت بنا أزمات شديدة علينا، فقد أخذنا التحصينات ضدّ الأوبئة قبل الرحلة بيوم واحد، في حين يجب تناولها قبل الرحلة بأسبوع... وهناك سقط أحد شباب الشعراء مغمىً عليه، فقلقنا جميعًا وخفنا عليه أكثر من خوفنا على أنفسنا في مصر، وفي المستشفى لم يجدوا طريقة ليفيق بها، فازداد قلقنا وتذكّرنا مسألة تأخر التطعيمات، خصوصًا أنه في نفس الليلة سقطت إحدى عضوات فريق الفنون الشعبية مغمىً عليها أيضًا... ولكن في الصباح كان الاثنان قد أفاقا.
وفي اليوم التالي جاءنا خبر أولى الوفيات المصرية بمرض أنفلونزا الطيور، وكانت لإحدى السيدات في القليوبية، فأصابنا من القلق والخوف على الأهل بمصر ما لم نكُن نتخيّله، ولما لم نتحمَّله.
وفي آخر ليلة لنا في السودان كانت الدموع أنهارًا من الجميع، إلاّ واحدًا فقط من الشعراء، فبين جميع السودانيين والمصريين الذين يتعانقون مودّعين باكين كان هذا الشاعر المغوار يدور وهو يغني: مكسوفة، مكسوفة منك...
أما أطرف ما في الأمر وأطرف المفارقات فكانت تخصّ ذلك الرجل العظيم رئيس الوفد المصري، فقد كان اسمه "حسّان أبو النيل".
وفي النهاية لا أقول إن السودان أجمل بلد زرته، فمصر أجمل بكثير، ولبنان أجمل... ولكن هذه الرحلة كان أهمّ رحلة لي بين مئات الرحلات التي اشتركت فيها، ففيها الأزمة، وفيها انفراجها، وفيها المودّة والحب من المستضيف، وفيها ألم، وفيها فرح... أي أنها تجرِبة كان يجب أن أمرّ بها، وأحمدُ الله أني مررت بها.
ملحوظة: لم يُصَب أحدنا بأي مرض مما قيل إنه ينتشر في السودان.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

Wednesday, July 18, 2007

وحشتوني

وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني، وحشتوني...

Saturday, May 12, 2007

الرخامة أدب


هي دي الحكاية كلها، إن الرخامة أدب، يعني زيها زي الشعر والقصة والزجل والرواية...
واحنا هنا هنتكلم عن الرخامة كأدب من الآداب، يعني...
ولا اقول لكم، بلاش الوقتي...
بصراحة عندي صداع وهاقوم اشتغل شوية يمكن الصداع يروح...
بس
سلام

Friday, May 11, 2007

بتعيط ليه؟ هو انت بنت؟

زمان، أيام ما كنت نونو (أصلي زمان كنت نونو زيّ البشر العاديّين) كنت لما ازعل واعيّط كانوا يقولوا لي: بتعيط ليه؟ هو انت بنت؟
كنت في الأول مش بافهم قصدهم، وبعدين بدأت اتعوّد، وأصبح جوّايا حقيقتين:
1- إن اللي بيعيط بيكون بنت.
2- إن البنت حاجة وحشة مش مفروض أكونها.
وعلى هذين الأساسين حاولت ماعيّطش خالص، عشان مابقاش بنت (اللي هي الحاجة الوحشة اللي المفروض ما اكونهاش).
....................
....................
(النقط اللي فوق دي معناها إن فات سنين من عمري، واللي جايه دي كمان):
...................
...................
ولما كبرت طبعاً كنت بالاحظ الموضوع ده على بقية الناس، واسمع الأمهات والآباء وهما بيقولوا لأبناءهم (ألذكور طبعاً): بتعيط ليه؟ هو انت بنت؟
وبصراحة كنت في الغالب مش باركّز قوي مع الموضوع ده...
وبعدين، بيني وبينكم كده ومن غير فضايح ومن غير ما تقولوا لحدّ، اتعرضت لموقف صعب قوي، وطبعاً مش هاقول لحد إني كنت خدت -لا مؤاخذة- خازوق من واحدة باحبّها، فلقيت نفسي باعيّط... ولقيت نفس السؤالين بيتكرروا ف ذهني: بتعيط ليه؟ هو انت بنت؟
ساعتها بس سألت نفسي: هي فعلاً البنات بس هما اللي بيعيطوا؟ أو هما البنات بس اللي المفترض يكونوا بيعيطوا؟ هما يعني الرجالة مالهمش نِفس؟ (حتى البكا هياخدوه مننا!!).
ساعتها بس قلت لنفسي: عيّط براحتك يا واد يا رخم، ولو حد قال لك: بتعيط ليه؟ هو انت بنت؟
قول له: آه، بنت، فيه حاجة؟
بس
سلام

Friday, April 20, 2007

هو دا معنى الرخامة

في الموضوع اللي فات طلبت من الإخوة الشعراء -زادهم الله بسطة في الشعر- إنهم يكتبوا بياناتهم (من أجل مزيد من التواصل بين الشعراء)!!!

ففوجئت إن ماحدش من الشعراء -زادهم الله بسطة في الشعر برضه- كتب أي ردّ على الموضوع، اللهم إلاّ واحد بس، دخل يبارك لي على البلوج، وهو الشاعر محمد مصطفى (ربنا يجبر بخاطره)، وكمان ماكتبش أي حاجة تخص بياناته الشعرية، ولا حتى بياناته المكرونة...

طبعاً بعد ما كتبت الموضوع ماقمتش من قدام الكمبيوتر... أنا رحت عملت لي كباية شاي وقلت لنفسي: يا واد يا رخم على ما تشرب كباية الشاي الفريسكا بتاعتك يكون عشرة خمستاشر واحد ردّوا عليك عشان -لا مؤاخذة- تتواصل معاهم...

قوم إيه، إذ أفوجأ إن مافيش ولا واحد دخل البلوج أصلاً!!! قلت يمكن العيب في كباية الشاي، فقمت عملت كباية تانية... طلع برضه الشاي مضروب... وتالته... لسه الشاي مضروب... غيّرت باكو الشاي، وباكو السكّر، وولّعت البوتاجاز بالكبريت بدل الولاّعة... لسه برضه مضروب....... واضح إن الشاي له تأثير كبير قوي على علاقة الشعراء بعضهم ببعض...

ولغاية الوقتي لسه مستني، وكبايات الشاي مستنية معايه، يمكن حدّ يعبّرنا...


ودا بصراحة حسسني قد إيه شعراء مصر بيحبوا التواصل بينهم وبين بعض...

يلاّ، ربنا يقدّرهم على التواصل

تواصل_قاعدة بيانات


الإخوة الأعزّاء
الموضوع دا أنا كتبته هنا رغبةً مني في تجميع أكبر قدر من الأصدقاء، ودا لأني بقالي فترة طويلة بعيد عن عالَم الإنترنت، ودا بيسبب لي ضيق وخنقة لإحساسي ببعدي عن كتير من أصدقائي... لأني جيت في وقت من الأوقات وسألت نفسي: لو عايز توصل لفلان، تعمل إيه؟؟؟ ولو عايز تكتب عن فلان، تكتب إيه؟؟؟
والمشكلة إن "فلان" بيبقى حد من الأصدقاء اتعرّفت عليه على النت، وبعدين غاب عني، أو غبت عنه، وماعدتش أعرف عنه أي حاجة.
أتمنى إن كل واحد من الأصدقاء -الشعراء على وجه الخصوص- يتكرم ويكتب في الصفحة دي أهمّ بياناته، يعني مثلاً يكتب:
الاسم، تاريخ الميلاد، المهنة أو الوظيفة إن وُجد، الإيميل، مجال الكتابة، أهم إنجازاته الأدبية، اللي أصدره من دواوين أو نُشر له من أعمال... وياريت يختم لنا هذه السيرة الذاتية المختصَرة بمقطوعة من شعره تعبِّر عنه.
أعتقد إن بالطريقة دي هيكون بيننا حالة جميلة من التواصل، نتمنّى إنها تفضل بيننا باستمرار...
وانا هابدأ بنفسي:


الاسم: محمود عبد الرازق جمعة.
تاريخ الميلاد: 19 سبتمبر 1980.
المهنة: مصحح لغوي.
البريد الإلكتروني:
gomahh@hotmail.com، rekhem2000@yahoo.com
الإنجازات الأدبية:
- المركز الأول على الجمهورية في مسابقة مؤسسة اقرأ الخيرية عام 2004م.
- المركز الثاني على الوطن العربي في مسابقة مجلة "تراث الإماراتية" في أبريل 2001م.
- المركز الأول على جامعات مصر في المسرح الشعري في أسبوع شباب الجامعات السادس في جامعة أسيوط فبراير 2003م.
- حصلت على المركز الأول على جامعات مصر في الشعر الفصيح في ملتقى الأدباء الشباب الأول في جامعة المنصورة يوليو 2004م.
- قُرِّرَ بعض من قصائدي الشعرية في كتاب "المدخل إلى علمي العروض والقافية" لتعليم فنّ العروض مقرَّر على بعض دفعات قسم اللغة العربية بكليتَي التربية بجامعة المنصورة وجامعة عين شمس.
- نُشر لي بعض الأعمال في المجلات والجرائد المصرية والعربية مثل مجلة "الثقافة الجديدة" ومجلة "تراث" الإماراتية" وجريدة "الأهرام الدولي".
- لي ديوان فصحى بعنوان "لا تعذريني" عام 2005م.
ممّا كتبت:
إذا عاتَبْتِنِي
لا تَعْذُرِينِي
وإِنْ أَبْصَرْتِ دَمْعِي
لا تَلِينِي
وكُونِي مِثْلَمَا قَدْ كُنْتِ دَوْماً
فُؤَاداً
لا يُعَذِّبُهُ أَنِينِي
كَأَنَّكِ آهَةٌ
دُونَ انْتِهَاءٍ
يُسَطِّرُهَا الزَّمَانُ
عَلَى جَبِينِي
فَأُبْحِرُ فِي الْعُيُونِ
بِلا شِرَاعٍ
وأَرْجِعُ
والنَّدَامَةُ فِي عُيُونِي
كَأَنِّي قُدَّ قَلْبِي مِنْ خَطَايَا
وأَنَّكِ
لَسْتِ مِنْ مَاءٍ وَ طِينِ